المشاركات

عرض المشاركات من 2017

الرسالة التاسعة من أصل عشرة

هذه رسالة اعتذار قادمة تحت كل الظروف الداعية إذا أعطيتها القدر الكافي من التمحيص، لأن التصرفات كثيرة وانا لا أختار الا الخاطئة ولأن في داخلي دودة ذنب تستمر بالتوغل تحت جلد الكلمات التي تفيض الى الخارج. كل الأمر أنني لست أعلم أين أخبئ خيبتي.  من كل شيء. من كل الأماني التي بنيتها على أساس فاسد لأنني قضيت وقتاً طويلاً بلا مأوى، وفاقني عطشي إلى الأمان فأمست أحلامي حطاماً لا أنجح في ترميم أنقاضه أو تركه إلى الريح. وبقيت دهراً أصلي إلى الله في مهجة غناي الذي كان مصب فقري، وسألته أن يغفر لي هذا الانكسار في عامود الأمل، وكل الضحايا الذين هال عليهم بنياني الضحل للسعادة. دعوته بكل الدموع التي لم أعرف لها مجرى سوى الداخل، ولم أشعر بالطهر. كنت أشعر دائماً بأن صلاتي ناقصة, مجرد عذر أبرر فيه ذنبي، طريقٌ مختصر لنفض المسؤولية عني.. وهذه الفكرة تحديداً هي ما اقتاتت على روحي التي غدت بالوقت المناسب عملة خالصة للأسف. تصنيع سليم لرسالة اعتذار، لتوبة نصوح تنخر صاحبها بعقدة الذنب. فأبقى كاللزام أعتذر.. لك، للصديق الذي خذلته في ظلمته، للفتى الذي سخرت منه في طفولتي، للبائع الذي لم آخذ عي

الرسالة الثامنة من أصل عشرة

أيها القادم إلى هنا من المستقبل اللامعلوم. إلى هذه البقعة الراغبة بالبقاء. مرحباً ! أنا سعيدة بوجودك.. هذا المكان لم يكن دوماً رحباً لاحتواء الجميع, ولكنني سأترك لك مساحة صغيرة لتختبئ, لتغيب قليلاً عن تعثرات العالم في إسعادك, لتهدأ, وليستسلم هذا الوثب عن مطاردة نبضات قلبك ودفعها لركض ميلٍ إضافي. هذا المكان ليس عدماً وليس حلماً, وبكل تأكيد ليس بيتاً تؤوب إليه.  هذا منفى ! للأرواح التي وُلدت بقصر أنفاس طبيعي أمام عدو الحياة, للأشخاص الذين يهربون قليلاً من المحادثات إلى السرحان في أطياف العدم, الذين ينامون ساعة إضافية قبل النفاذ إلى العالم, لأولئك الذين ينزلق حضورهم إلى العدم في آخر الحفل, للمناضلين في رسم ابتسامات غير متأكدين من حضورها في دواخلهم, للمشككين في كينونتهم تحت قهر المتغيرات. هذا منفى. لا يفعل شيئاً, ولا يطلب منك فعل شيء. هذا منفى. للتوقف قليلاً, أو البكاء , أو سرقة الأوكسجين من جعبة الكون, أو حتى ركل الحائط من فرط الغيظ المحتبس. لذا لا تخف ولا تبتئس, خذ نفساً عميقاً.. ثم انطلق مجدداً لمواجهة اليوم.

الرسالة السابعة من أصل عشرة

مرحباً.. أردت أن أخبرك بأنني ما زلت أبحث عن أشياء تدفعني للكتابة, والحب, والضحك, و تحقيق الأحلام العالقة في قائمة الانتظار الأبدية ما زلت أبحث عن الشغف البائت في مغارة سحرية لا يطؤها إلا المؤمنون بالحياة و نضارة العيش تحت الشمس ما زلت لا أعلم للحياة سبيلاً.. لأن الموت في بالي , و الرعب في قلبي , و الجسد منزوع الرغبة ولا شيء يستحق الموت لأجله, ولا شيء يستحق الاستيقاظ لرؤيته, ولا موعد يتوجب عليّ لحاقه بالضرورة كل شيء يمر في حالة خدر و ضجر مميتة. ولا زلت أعيش, كما لو أن لا رغبة لي بالموت. ولا زلت أموت, و كأنني لم أعتكف العيش يوماً إنني رزمة متضاربة من الآراء المزيفة, إنني عدمية تتستر بثوب البحث عن مغزى إنني أنقر كل الأبواب الفارغة ثم أشتكي من شح الجواب هذا الضياع, إنه يستميت ليحتويني. إنه دائماً هنا, في آخر الرواق.. في الركن الداني من الأريكة, في الظلام الذي أقتطفه من ستائر الغروب يحنو عليّ دائماً, ويدعوني لأكون صديقته, ليس فقط كمحاولة سخيفة لتعبئة فراغ الوقت بل كهوية , كرفيق لا يغيب مع حضور الأصحاب, كمأوى في غياهب المحافل والقاعات و الدفء الناشئ من شعور الانتماء

الرسالة السادسة من أصل عشرة

سأغادر الليلة يا حلوتي,  وستكون ليلة جميلة, فلا تحزني ولا تبتئسي.

الرسالة الخامسة من أصل عشرة

عزيزتي فيكتوريا أنتي في كل مكان.. باتت أحلامي معبأة بك. كل الوجوه وجهك , وكل الأحاديث تلوذ بي إليك أصبح الناس يتجنبون الحديث معي أنا العجوز المجنون الذي يتحاشون ملاقاته في الشارع عرضاً بت كمريض زهايمر غائب في حقبة زمنية معنوّنة بك كل الكلام أنت, كل الذكريات أنت, كل الصراعات والمشاكل أنت. أنا غريق في تلابيبك يصلي من أجل الرحمة فاجتثيني وبعنفوانك أغدقيني. أوه حبيبتي فيكتوريا.. أحلم بك كل يوم, وكل مرة أستيقظ باكياً كل مرة ينتهي الحلم –الكابوس- بك تغادرين وكل ما أفعله للفوز بك يثبر ويبور. وأستيقظ باكياً.. من فرط خيبتي , من انتهاكك لأحلامي بهذه الوحشية الضارية من رؤيتك تنتزعين قلبي وتغادرين. لذا اعتزلت النوم! إن كنتي ستحضرين فسيكون الأمر بإرادتي ولن تموتي أو تأكلك الضباع أو يخطفك اللصوص عنوة مني لذا بتنا أنا والقهوة أصدقاء. أحتسيها حتى تتقوّض معدتي, حتى تغلبني المرارة, حتى الفجر.. وطيلة اختلائي بالأوراق العبثية المصبوغة باسمك المملوءة بدموعي وحسراتي وجمال عينيك. آه من عينيك ! أكتب مجلدات ومجلدات من الشعر لأجل عينيك ولا تكفي وأحاول أن أخلق

الرسالة الرابعة من أصل عشرة

 مرحباً يا حبيبي ليس من المفترض ان تكون هذه وسيلتي في التواصل ولكن طرقي محدودة، و السماء بالاعلى واسعة وتسحبني.. كجاذبية عكسية لذا هذا كل ما املكه. رسالة مكتوبة بخط ابنتنا التي بالكاد تعرف الفرق بين الـ A و الـ B اكتب لك لانني لم اشأ ان اتركك هكذا لأنني لم أشأ تركك بالمرة ! ولكنه كان موعد رحيلي بالفعل، كان لزاماً ان ارحل، بينما تبقى أنت.. طويلاً، حتى يكبر اطفالنا. اكتب لاطلب منك البقاء، اعلم كم تستهويك فكرة ملاحقتي، وكم تبدو الحياة فارغة حينما يسبقك الموت إلي. رأيت انكسارك في جنازتي، وامتعاضك من وجه "جون" .. أنت تلومه بالفعل. إعلم بأن لا ذنب له في ذلك، وأنه في حال عدت لذاك الموقف كنت لاختار الأمر نفسه. لذا احبه كما تحبني، ولا تخبره يوماً انه كان سبباً في موتي. و اعلم باني ساعود .. كشجرة تبني عليها ارجوحة يتسابق إليها بيث و جون . وسأراقبك دائماً، و سأعتني بك. ومن جذعي ستستخلص عكازاً يقيك من الاعوجاج أو الانكسار. لذا.. إلى أن يتحطم ما بيني و بينك تماماً عِش كل يومٍ و كأنه الأول. -كاثرين

الرسالة الثالثة من أصل عشرة

مرحباً..  أكتب لك لأخبرك بأنك -بعد كل ما مضينا فيه-   كنت على حق. إنني أشرع النهايات دائماً.. أجدني بشكل لا إرادي , في لحظة سهو , في تعثر قصير لنبضة.. أطوي كل شيء دفعة واحدة. وأغادر . ربما أنا فقط خائفٌ من الرفض. لذا أصفع الباب قبل أن يُصفع في وجهي. لطالما كانت توجهاتي ذات نزعة انعزالية,  لكنني كنت أخاف دائماً من الاعتراف. حتى جئت أنت ! كآية في محلها الصحيح من الكتاب, جئت متواطئاً مع المعنى, في لحظة شك محسوبة, وسلخت جلدي الذي أتكفكف به لأداري حقيقتي, وعرضتني أمام انعكاسي عارياً من كل شيء, كلحظة حساب. ورأيت نفسي -نفسي الحقيقية- .. وادعيت العمى واستمريت في غلوائي حتى أهابني مقدار شفافيتي أمامك,   ففررت.. ككل مرة , من كل شيء.  - أكتب لك الآن لأن الصورة مطبوعة في الذاكرة ولأنني مفلس أمام نفسي دائماً. ولأنك –فوق كل شيء آخر- كنت على حق. وأعتقد بأنك تستحق معرفة الحقيقة. لذا.. إلى أن يتكسر ما بيني وبينك سأعيش كل يومٍ وكأنه الأول.

الرسالة الثانية من أصل عشرة

صباح الخير يا لميس أعلم بأنه من الكياسة السؤال عن الحال في هذا الموضع من الرسائل عادة ولكنني أعلم بأنك بخير. أعلم بأن لا شيء بإمكانه أن يؤذيك هناك. أكتب لك في التاسعة صباحاً في الوقت الذي تغلب حرارة الشمس فيه كل شيء في الوقت الذي غلبتك الحرارة فوقعتي أسيرة لها مضت ٧٣ سنة و لكنني ما زلت أتذكر ملامح والدتك حينما أتيت راكضة لزيارتك الباب المندفع بطيش دخولي مبتسمة و كأنني أحمل بجيبي المعجزات و أمك.. بدموعها الموشومة على خديها أتذكر الخوف الذي اعتراني حينما رأيتها لم يسبق لي أن رأيت الكبار يبكون لم أعلم أنهم قادرين على ذلك أصلاً ظننت دائماً أن الدموع خُلقت لضعفنا لأننا أصغر من أن نحتمل الحزن و الألم لهذا كنت أهفو لأكبر ، حتى تتوقف الدموع و أصبح قوية كبطل خارق لطالما اعتقدت بأن البالغين أبطال خارقون ولكن رؤية والدتك بذاك المنظر شوشني و حطم معتقدي! وقفت بجانب الباب الذي ركلته بخجل لم أعرف ما عليّ فعله كان الأمر مخيفاً و غريباً، أردت وقتها أن أهرب، ولكن أمك رأتني و حينما فعلت ، ارتفعت حاجبيها بأسى و أنّت اسمي باكية "أحلااام!! أوه يا حبيبتي!" وجرتني إلى حضنها

الرسالة الأولى من أصل عشرة

كيف حالك يا صديقي؟ مضت مدة منذ أن طرقت بابك مضت مدة منذ حادثتك بملئ قلبي مضت مدة.. الأمر أنني لست بخير، أنا مريضة ولا أستطيع تحديد ما بي ولا أعتقد بأن هناك طبيب قادر على شفائي كلماتي باتت متقطعة، وأشعر دائماً أني لست بالجوار وكأنني مت منذ مدة طويلة جداً، وكل ما أراه الآن هو زجاجة بلورية تسقط في قلبها الذكريات تباعاً كحبات المطر الأمر أنني كبرت و شبت و غلبتني هشاشة الروح للحد الذي تؤذيني فيه كلمة ، للحد الذي تخدشني فيه نظرة ، للحد الذي أذرف فيه الدموع على استدارة كتفك أو افلاتك ليدي رغم انني اعلم ما تعنيه ، أعلم بأن روحك غيمة بيضاء بلا سوء ، وقلبك قارورة شفافة لا تخفى فيها ظاهرة أو باطنة وأن ابتسامتك شمس تنير مجرة كاملة ولكنني كما أسلفت مريضة ، وأشعر بأنني على وشك فقدانك ، هكذا، بلا دليل يقودني لهذه النتيجة مجرد حفنة أحاديث و مشاعر غلبت منطقي في لحظة ضعفه. - الدمية التي أهديتني إياها في الصف الثالث تمزقت بالأمس ولا يسعني سوى الاعتقاد بأن هذه علامة سيئة لشيء يدنو من الوقوع رغم انني لم أكُ يوماً من أصحاب الخرافات، و لم أؤمن بالحكايات التي يقصها علينا الكبار. كنت مليئة بالإي

هذه محاولة

هذه محاولة وما أكثر المحاولات التي أبنيها في مثل هذه المستندات هذه محاولة لصنع شيء.. أي شيء فهذا السكون يخنقني , و أنا بحاجة لضجيج الحروف لأشعر بخطو الحياة المستمر على أرصفة الوجود هذه محاولة ولا يُرجى من المحاولات إلا النجاح, حتى لا نمضي في دورة أخرى هذه محاولة لاجترار الكلام, لطبع المفردات كوشوم على جبين الورق , لانقاذ ما تبقى من قبائل الجمل في رأسي الذي استحال أرضاً بوارا هذه محاولة لأنني -في حال نفضت يدي وبسطتهما خاليتين لك يوماً- سأقول بأنني حاولت , لأن أمي تقول دائماً "ما خاب من سعى", لأنني أريد عذراً في حال تجردت من كل الحروف و المفردات.. سأقول غادرتني رغم أنني حاولت سأقول بأنه –أحياناً- يخيب من يسعى , وأن الحياة ليست كِسرة عود. هذه محاولة ربما المحاولة الأولى من أصل ألف ربما حاولت قبلاً دون أن أعنون الأمر بمحاولة ربما كتبت ألف مرة قبل أن أصل لهذه المحاولة وربما لم أفعل. هذه محاولة ربما كانت هذه المحاولة في اصلها مجازفة جنونية من طرفي لإخبارك بأنني آسفة ربما أردت أن أخبرك شيئاً مختلفاً و ساذجاً كأحبك ربما لم أرد أن أقول

توصيف لغرفة الذاكرة

منذ فترة و أنا أشعر بأنني أقف في غرفة بحائط زجاجي الحائط يحول بيني وبين متعلقاتي اسمي، عمري ، هواياتي ، افكاري ، هويتي ، واحداث حياتي بشكل عام انظر اليها فارى ظواهر الامور فقط ، الاشياء البديهية التي يستطيع اي شخص اخبارك بها أمد يدي.. ولكنني اعجز عن الوصول وكأن كل ما بي هاجرني و ارتكن الى الطرف الاخر من الغرفة وكأنني شاطئ خانه القمر وتركه بلا امواج تعدو نحو اطراف اصابعه المزينة بالقواقع والطحالب و الصخور وكأن كل شيء قرر النزوح و الفرار دفعة واحدة رامياً إياي إلى القنوط إلى فورة يأسي مني ، ومن قوتي التي مهما وجهتها نحو هذا الحائط العتيّ عادت الي خائبة خائرة وحينما أنظر ولا اجد لي حيلة إلا النظر أحاول أن أعيد بناء نفسي، أن أكون نسخة من كل مافيّ احملها إلى حين يريد الله لجداري نقباً ولكنني ريثما ابدأ انطفئ، وكلما شرعت في إعادة إحياء ذكرياتي وجدت هذا الجدار أمامي يعيقني من تصنيع ذاكرتي من كل زواياها فابدو كمن يرسم صورة ثنائية الابعاد لمشهد ثلاثي الابعاد. فينتهي اليوم بي جالسة امام حطامي والسد المنيع البارك بيني وبين كل ما يعينني على صنع محادثة، وحمل ثقافة معرفية ت

إلى صديقتي التي أريد منها أن تبقى صديقتي

أود أن أخبرك, بأنني أحاول , منذ مدة أن أتحدث إليك دون أن تتكسر مجاديف اللغة قبل أن تصلك الكلمات أن تكون كلماتي عفوية , أن أكون أنا –أو ما أصفه كأنا- أمامك. ألا تبدو الأحاديث شائكة و المحادثات قصيرة, أن آتي بالرد الذي تبتغين لتندفعي لي بما تحبين. ولكنني عاجزة عن ضخ الكلم , و هذا النوع من النصوص يأتي بعد الكثير من الجهاد مع نفسي. حذفت هذه الرسالة مراراً , حتى ما عادت صيغتها الأصلية مضمونة هنا. لأن هذا النوع من الرسائل يثير حفيظتي, و يدعوني إلى غياهيب لست مستعدة للخوض فيها. لأنني خائفة, وهذا الخوف لا ينطفئ. لأنك –رغم كونك صديقتي- لا تشعريني بالأمان, لأن لا شيء هنا يشعرني بالأمان ولأنني ممسوسة من الداخل برعب يفيض عن حاجة جسدي و يطغى على معظم أيامي بشكل تستعصي فيه المحادثات و القصص, بشكل ينم عن بكاء يأبى فتح أبوابه لي. أردت أن أخبرك منذ مدة بأنك صديقتي, لأنك لا تبدين متأكدة حقاً من ذلك في الآونة الأخيرة لأنني لست متأكدة من ذلك في الآونة الأخيرة, لأني أراك تبتعدين شيئاً فشيئاً , تنزلقين من يدي نحو أصدقاء أفضل ولا يسعني في موضعي هذا إلا دفعك أكثر, لأنك تستحقين شيئا