المشاركات

عرض المشاركات من أكتوبر, ٢٠١٧

الرسالة الثامنة من أصل عشرة

أيها القادم إلى هنا من المستقبل اللامعلوم. إلى هذه البقعة الراغبة بالبقاء. مرحباً ! أنا سعيدة بوجودك.. هذا المكان لم يكن دوماً رحباً لاحتواء الجميع, ولكنني سأترك لك مساحة صغيرة لتختبئ, لتغيب قليلاً عن تعثرات العالم في إسعادك, لتهدأ, وليستسلم هذا الوثب عن مطاردة نبضات قلبك ودفعها لركض ميلٍ إضافي. هذا المكان ليس عدماً وليس حلماً, وبكل تأكيد ليس بيتاً تؤوب إليه.  هذا منفى ! للأرواح التي وُلدت بقصر أنفاس طبيعي أمام عدو الحياة, للأشخاص الذين يهربون قليلاً من المحادثات إلى السرحان في أطياف العدم, الذين ينامون ساعة إضافية قبل النفاذ إلى العالم, لأولئك الذين ينزلق حضورهم إلى العدم في آخر الحفل, للمناضلين في رسم ابتسامات غير متأكدين من حضورها في دواخلهم, للمشككين في كينونتهم تحت قهر المتغيرات. هذا منفى. لا يفعل شيئاً, ولا يطلب منك فعل شيء. هذا منفى. للتوقف قليلاً, أو البكاء , أو سرقة الأوكسجين من جعبة الكون, أو حتى ركل الحائط من فرط الغيظ المحتبس. لذا لا تخف ولا تبتئس, خذ نفساً عميقاً.. ثم انطلق مجدداً لمواجهة اليوم.

الرسالة السابعة من أصل عشرة

مرحباً.. أردت أن أخبرك بأنني ما زلت أبحث عن أشياء تدفعني للكتابة, والحب, والضحك, و تحقيق الأحلام العالقة في قائمة الانتظار الأبدية ما زلت أبحث عن الشغف البائت في مغارة سحرية لا يطؤها إلا المؤمنون بالحياة و نضارة العيش تحت الشمس ما زلت لا أعلم للحياة سبيلاً.. لأن الموت في بالي , و الرعب في قلبي , و الجسد منزوع الرغبة ولا شيء يستحق الموت لأجله, ولا شيء يستحق الاستيقاظ لرؤيته, ولا موعد يتوجب عليّ لحاقه بالضرورة كل شيء يمر في حالة خدر و ضجر مميتة. ولا زلت أعيش, كما لو أن لا رغبة لي بالموت. ولا زلت أموت, و كأنني لم أعتكف العيش يوماً إنني رزمة متضاربة من الآراء المزيفة, إنني عدمية تتستر بثوب البحث عن مغزى إنني أنقر كل الأبواب الفارغة ثم أشتكي من شح الجواب هذا الضياع, إنه يستميت ليحتويني. إنه دائماً هنا, في آخر الرواق.. في الركن الداني من الأريكة, في الظلام الذي أقتطفه من ستائر الغروب يحنو عليّ دائماً, ويدعوني لأكون صديقته, ليس فقط كمحاولة سخيفة لتعبئة فراغ الوقت بل كهوية , كرفيق لا يغيب مع حضور الأصحاب, كمأوى في غياهب المحافل والقاعات و الدفء الناشئ من شعور الانتماء