إلى صديقتي التي أريد منها أن تبقى صديقتي


أود أن أخبرك, بأنني أحاول , منذ مدة أن أتحدث إليك دون أن تتكسر مجاديف اللغة قبل أن تصلك الكلمات
أن تكون كلماتي عفوية , أن أكون أنا –أو ما أصفه كأنا- أمامك.
ألا تبدو الأحاديث شائكة و المحادثات قصيرة, أن آتي بالرد الذي تبتغين لتندفعي لي بما تحبين.
ولكنني عاجزة عن ضخ الكلم , و هذا النوع من النصوص يأتي بعد الكثير من الجهاد مع نفسي.
حذفت هذه الرسالة مراراً , حتى ما عادت صيغتها الأصلية مضمونة هنا.
لأن هذا النوع من الرسائل يثير حفيظتي, و يدعوني إلى غياهيب لست مستعدة للخوض فيها.
لأنني خائفة, وهذا الخوف لا ينطفئ.
لأنك –رغم كونك صديقتي- لا تشعريني بالأمان, لأن لا شيء هنا يشعرني بالأمان
ولأنني ممسوسة من الداخل برعب يفيض عن حاجة جسدي و يطغى على معظم أيامي
بشكل تستعصي فيه المحادثات و القصص, بشكل ينم عن بكاء يأبى فتح أبوابه لي.
أردت أن أخبرك منذ مدة بأنك صديقتي, لأنك لا تبدين متأكدة حقاً من ذلك في الآونة الأخيرة
لأنني لست متأكدة من ذلك في الآونة الأخيرة, لأني أراك تبتعدين شيئاً فشيئاً , تنزلقين من يدي نحو أصدقاء أفضل
ولا يسعني في موضعي هذا إلا دفعك أكثر, لأنك تستحقين شيئاً أفضل من صديقة لا ترد إلا بعد يوم أو يومين , ولا تجيب على اتصالاتك و كل ما لديها هو الأبواب المغلقة.
لأنني لا أحبني و أحبك
لأنك تجعلينني أمقت نفسي أكثر , و تشيرين غير قاصدة لكل مواضع النقص فيّ عن طريق إظهار كل الأشياء الجيدة فيك.
لأنك ترينني بعين تجد بأن كل صفاتي السيئة مسلمات تحدد هويتي.
لهذا أدفعك, لأنني أريد أن أصدق بأنني في غيابك شخص جيد, 
ولهذا أريدك أن تبقي.. لأنني أخاف بأنني سأظل كما أنا..

بكل معالم النقص التي تخدش ابتسامتي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما خلف السور الطويل

للفتاة التي تسكن مناماتي..

ما قد تجده في ملازم طالبة مجتهدة