الرسالة التاسعة من أصل عشرة

هذه رسالة اعتذار
قادمة تحت كل الظروف الداعية إذا أعطيتها القدر الكافي من التمحيص،
لأن التصرفات كثيرة وانا لا أختار الا الخاطئة
ولأن في داخلي دودة ذنب تستمر بالتوغل تحت جلد الكلمات التي تفيض الى الخارج.
كل الأمر أنني لست أعلم أين أخبئ خيبتي. 
من كل شيء.
من كل الأماني التي بنيتها على أساس فاسد لأنني قضيت وقتاً طويلاً بلا مأوى، وفاقني عطشي إلى الأمان فأمست أحلامي حطاماً لا أنجح في ترميم أنقاضه أو تركه إلى الريح.
وبقيت دهراً أصلي إلى الله في مهجة غناي الذي كان مصب فقري، وسألته أن يغفر لي هذا الانكسار في عامود الأمل، وكل الضحايا الذين هال عليهم بنياني الضحل للسعادة.
دعوته بكل الدموع التي لم أعرف لها مجرى سوى الداخل، ولم أشعر بالطهر. كنت أشعر دائماً بأن صلاتي ناقصة, مجرد عذر أبرر فيه ذنبي، طريقٌ مختصر لنفض المسؤولية عني.. وهذه الفكرة تحديداً هي ما اقتاتت على روحي التي غدت بالوقت المناسب عملة خالصة للأسف.
تصنيع سليم لرسالة اعتذار، لتوبة نصوح تنخر صاحبها بعقدة الذنب.
فأبقى كاللزام أعتذر.. لك، للصديق الذي خذلته في ظلمته، للفتى الذي سخرت منه في طفولتي، للبائع الذي لم آخذ عينة العطر منه حينما مررت بمحله في المجمع.
لكل الأسباب التي تتوارى خجلاً حينما تعتمدها كقِبلة لاعتذاراتك الطويلة.
ولا يحدني شيء سوى احساس الخسارة, الوحدة الوارقة تحت دين "الخطأ الغير مغفور"
والرعب من اقتراف ذات الأخطاء, والتعثر بذات التفاحة التي هجرت من أجلها جنتي.
فأمسي تحت هذا الضغط وحدي, مخلوعة من جسد هذا العالم الذي بات يتقيؤني, شيئاً فشيئاً خارجه.
ولا أجد كتفاً ألين عليه بعد قساوتي, لأنني نسيت كيف كان أن أقترب, وأن يظلني دفء مجاور يصفع أبواب الأذى المتوالدة.
وأشعر في عزلتي القهرية اختياراً بأن كل الأشياء بعيدة ونائية, وأن هذا البعد يُخلف بجوفي اشتياقاً وقّاداً لكل الأشياء الرائعة التي كانت بحوزتي, ثم غادرت دون أن تترك لي رسالة اعتذار أو سبباً يمنعني من لوم نفسي.
فأنكب داخل الحلقة المفرغة التي هي مصبي ومستقري, ولا يزيدني الأمر قربا.
فإليك, مرة أخرى, اعتذار طويل..

إذا كان هذا يعني شيئاً قادماً مني !

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما خلف السور الطويل

للفتاة التي تسكن مناماتي..

ما قد تجده في ملازم طالبة مجتهدة