المشاركات

عرض المشاركات من مايو, ٢٠١٩

المسافات بيننا

أنت هنا وأنا هناك، وهذه المسافة الحقيقية دائماً تفصلنا بشكل يجعلنا مختلفين رغم كل التطابقات، رغم كل المشاعر، رغم كل الأحزان التي وقفنا في وجهها متعاضدين. في الرسائل عطل تقني يمنعها من الوصول في الوقت المناسب، مما يخلق عطباً لا استطيع اصلاحه في التواصل. لأن هذه المسافة دائماً بيننا، لأن ظرف المكان دائماً خائن، ولأن الزمن يركض في عالمي، ويتباطأ في عالمك، وكل ما افعله هو الركض، أحاول لحاق لحظة فاتتني بالفعل. فأنكب على وجهي متعبة من كل هذا الركض الخاوي. لكن لا ينهكني يا صديقي شيء بقدر عجزي عن قتل الأميال بيننا. وأنني حتى هذه اللحظة من العمر الطويل بيننا لا أعلم ما يبدو عليه وجهك في اللحظة الأولى من الدهشة، أو كيف استشعر حزنك من نظراتك المبللة. كل ما أحاول قوله هنا بأنني أحبك وليس لديّ سبيل سوى الكلمات للإشادة بذلك. وأنني أود لو أمتلك طريقاً إليك، ولو بعد أمدٍ طويل. لذا حتى تحضر اللحظة التي أحضنك فيها (أو ألكمك تحت نذر قديم نذرناه سوياً)... كن بخير.

الثاني من رمضان

إنه الثاني من رمضان, وأنا أشتاق إليك جداً. وهذا ليس بكاءً في وجه القدر الذي أخذك هذا مجرد شوق بريء يحضر في المنازل التي لا تحويك داخلها بعد الآن يرهبني دائماً أن السنة مرت بسرعة, وأن الكثير انهار في رحيلك, وأن كلاماً توجب أن يقال لم يُقل, وأنني دائماً أجوب منزلك بعينيّ باحثة, وفي لحظة سهو فارطة يُهيأ لي أنك هنا, بأنك ما زلتي في غرفتك تنتظرين أن نحل عليك لنقبل رأسك ويديك ونتم رمضاننا برؤيتك. لم أتخيل أننا كعائلة سنمضي هكذا بعدك, لم أتخيل أن أحداً سيمضي بالمرة! ولكننا فعلنا.. مدركين أننا فقدنا عضواً حيوياً لا نكون بعده كما كنا. الأيام دونك شاقة, والشمل من بعدك تشتت في وحدته, والوحدة تعيش في قلوبنا جمعا. لا كلام أقوله سيكفي مقدار حنيني, ولا حروف ستشرح فرط حزني. وكل كلمة في سبيل ذلك ستفتح السبيل لأنهار قلبي بالتدفق.  أشتاقك يا جدتي, وأصلي دائماً أن يكون مثواك الجنة, أن تكوني في نعيم لا تشكيك فيه, أن تغرقي في السلام الذي لا نهاية له, وأن يغدقك الله برحمته. أحبك. حفيدتك: أمنية