المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠٢٠

للمحادثات النائية منا

في أيام كثيرة، أيام لا أستطيع عدها، تغمرني تلك الرغبة الملحة بمحادثتك، تلك التي لم أشعر بشدتها إلا حينما أصبحت محادثاتنا نائية منا، وبات بيننا جب واسع لا نستطيع عبوره. كنت أركض اليك لاخبرك بأنني -للمرة الألف- حرقت يدي أثناء صنعي للبسكويت، وكنتِ لتضحكي علي وتخبريني بأنني مغفلة أنسى عقلي عند باب المطبخ، وسأحلف بأنني كنت حذرة وأن الفرن يكرهني. وكنت لأعود لمحادثتك بعدها بخمس دقائق لتصوير بسكويتي المحترق وكنتِ ستعبرين عن رغبتك بتناوله على أي حال، لأنك -كما أنتِ دائماً- تتضورين جوعاً، حد أنك ستحسنين علي بأكلك للنفاية التي أصنعها. كنت آتي لمحادثتك بالأسباب كيفما اختلفت، ومهما صغرت. كنت أخبرك بحزن شديد كيف كُسر ظفري بينما تضحكين بشماتة لأنك لم تنجحي يوماً في إطالة أظافرك. ولم أكن أجد صعوبة في الأمر. أما الآن، لا أعرف كيف أخبرك بشأن قلبي المكسور، والفتى الذي أحببت، ولا كيف خسرت الوظيفة التي ظللت أكدح فيها ل٣ سنوات. لا أعرف كيف أخبرك بأني أنجبت طفلاً، وأنني حين حملته شعرت بأنني أحمل الدنيا بما فيها بين يدي، وأنني في تلك اللحظة تحديداً كنت سعيدة، سعادة لا تشكيك فيها. سعادة أسررت لك يوماً