المشاركات

عرض المشاركات من ديسمبر, ٢٠١٣

تعلمت من الحياة

يا بُنيّتي الوهمية –التي تلطف أجواء هذه الخاطرة- تعلمت من الحياة أن التعود و الممارسة كفيلة بأن تجعلك مُحسنة لأي صنعة تقومين بها و لكن تعودك هذا قد لا يكون كفيلا بأن يجعلك محبة لما تفعلينه و هو قطعا لن يدفعكِ لتبدعي في عملك إن الإبداع يدفعك الى حافة المخاطرة , و إن كنتِ تؤثرين السلامة دائما فهذا يعني بأنك لن تجربي شيئا في الحياة فالتعلم يا ابنتي الوهمية تجربة , ولا برهان خيرٌ من التجربة فأمك يا ابنتي لم تتعلم الا بالتجربة .. رغم أن تجاربي كانت قليلة , و لكني أخرج بشيء جديد في كل تجربة لذا لا تخافي الحياة و التجارب قد تسقطين , قد تُجرحين , و أنتِ بالتأكيد ستبكين .. و لكن حينما تنهين هذا الطريق الطويل المليء بالمشقة ستجدين بأنك كنت أقوى من كل هذا و أن الله رغم كل شيء لم يتركِ وحدك لتكن ثقتك بالله قوية , و لا تستسلمي أبدا !! 

تغير ..

أنا أتغير .. و لكن لما أفعل ذلك ؟ هل تشعر بي ؟  فأنا منذ تغيرت أصبحت ملامحي و كلماتي أشد برودة . أخبرني , كيف لتغير حسنٍ أن يُفضي إلى هذا الكمّ من الخسارة ؟ - أدركت الآن , بأني كنت أتغير رغم أني لا أحتاج ذلك و أني لم أتغير للأفضل .. ولا للأسوأ ! كنت أتغير ببطء و هدوء إلى شيء لا أعلم ماهيته , فقط لأنهم اعتقدوا أنه الأفضل لي و رغم أني لم أكن مسيّرة , إلا أنني أوهمت نفسي بذلك .. لأن الحقيقة أني لم أحب نفسي بذاك القدر يوماً أو ربما .. لأني لم أملك نفساً من الأصل !! 

دفتري و الأشياء المؤجلة !*

كنت دائما حينما أكتب أزيح مساحة فارغة في دفتري للكلام الذي لم أنجح في كتابته وقتها لأتخطاه و أكمل كتابتي ..  و لم اكن يوما لأرميه لآخر الدفتر  لأن الأشياء الوقتية غير قابلة للإزاحة ..  فكنت هكذا أكتب كلمتين لأترك فوقها ردما من الفراغ الذي ينتظر حبرا يحتله   و ما كنت لأغير طريقتي تلك .  و اليوم أدركت بعد أن وصلت الى آخر الدفتر ..  أن الدفتر كان خاليا الا من بعض بقع الحبر المشتتة التي تعتريه  و اني كنت اؤجل معظم الأشياء لوقت غير معلوم ..  لأنني لم أجد يوما الدافع الذي يجعلني أعود إليها  !

المرأة الفولاذية

حتى تلك المرأة الفولاذية كانت قابلة للبكاء ! معرضة للتعب .. و قوتها التي كانت ذخرا لها اصبحت تتجه للعطب .. و ابتسامتها التي زاولتها سنينا طوال .. كانت مجرد قناع !! تخلعه مع انخلاع الضوء من أفق السماء لتنكفئ الى وحدتها و تجور على الأمل الذي نجحت في مدّ شرائعه الى غيرها .. لكنه لم ينجح يوما في اقتحام قلبها ! كنا جميعا مخدوعين بقوتها التي تبطن داخلها انهاكها الذي يزيد مع مرور الأيام و بابتسامتها التي تٌميت جزءاً من قلبها في كل مرة حتى اصبح كالخرقة البالية التي تطرد النور ! كفسيلة ضوء استوقدت في قلوبنا شرائع نور لا تنتهي لتموت شيئا فشيئا ولا تجد من يحيي الضياء فيها هكذا .. بكل الوجع المتفشي بداخلها ! ولا تزيد قربا .. لا منا , و لا من النور ! 

قوة الاختيار !

قالت لي أختي ذات مساء و هي تحتسي فنجان قهوتها المعتاد "نحن لا نختار والدينا , ولا ملامحنا او لون جلدنا .. لا نختار طبقتنا الاجتماعية ولا المسميات التي يطلقها علينا الاخرون .. و رغم اننا لم نختر ايّا من هذا , و لكنها تبقى حقيقتنا التي لا تنفض عنا" نعم .. كان كلامها واضحا و بديهيا , لم يكن بذلك التعقيد و لكنه بات في عقلي حتى استفرد بي الليل , فرحت اقلب افكاري و اراجع كلامها البديهي جدا ! نعم .. انا لم اختر والديّ او موطني ولا حتى عدد اخوتي و اشكالهم .. كذلك لم اختر كلماتي الاولى ولا متى سأخطو خطوة البداية نحو الحياة إن تمعنت في حياتك , تجد بأنها مملوءة بالخيارات المفروضة عليك او المولودة معك فتكبر في كنف سلسلة الحياة الطبيعية التي لا مهرب من تأديتها بجميع حذافيرها و رغم ان هذه الحياة لم تعطك القدرة على الاختيار في البداية الا انها تبدو عطوفة جدا عليك حينما تكبر .. فتكثر الخيارات فجأة حتى تتوه بينها , و بطريقة ما تجد نفسك قادرا على عكف الكثير من الاشياء التي قالت لي اختي بأنها "حقيقتنا التي لا تنفض عنا" فأنت تستطيع الهرب من مدينتك , تستطيع تغيير لونك