المشاركات

عرض المشاركات من يونيو, ٢٠١٧

إلى صديقتي التي أريد منها أن تبقى صديقتي

أود أن أخبرك, بأنني أحاول , منذ مدة أن أتحدث إليك دون أن تتكسر مجاديف اللغة قبل أن تصلك الكلمات أن تكون كلماتي عفوية , أن أكون أنا –أو ما أصفه كأنا- أمامك. ألا تبدو الأحاديث شائكة و المحادثات قصيرة, أن آتي بالرد الذي تبتغين لتندفعي لي بما تحبين. ولكنني عاجزة عن ضخ الكلم , و هذا النوع من النصوص يأتي بعد الكثير من الجهاد مع نفسي. حذفت هذه الرسالة مراراً , حتى ما عادت صيغتها الأصلية مضمونة هنا. لأن هذا النوع من الرسائل يثير حفيظتي, و يدعوني إلى غياهيب لست مستعدة للخوض فيها. لأنني خائفة, وهذا الخوف لا ينطفئ. لأنك –رغم كونك صديقتي- لا تشعريني بالأمان, لأن لا شيء هنا يشعرني بالأمان ولأنني ممسوسة من الداخل برعب يفيض عن حاجة جسدي و يطغى على معظم أيامي بشكل تستعصي فيه المحادثات و القصص, بشكل ينم عن بكاء يأبى فتح أبوابه لي. أردت أن أخبرك منذ مدة بأنك صديقتي, لأنك لا تبدين متأكدة حقاً من ذلك في الآونة الأخيرة لأنني لست متأكدة من ذلك في الآونة الأخيرة, لأني أراك تبتعدين شيئاً فشيئاً , تنزلقين من يدي نحو أصدقاء أفضل ولا يسعني في موضعي هذا إلا دفعك أكثر, لأنك تستحقين شيئا

دورة الضياع.. سلسلة طويلة من الإندثار و التبلور.

وكما تبين يا صاحبي, فإن الحلقة اللا منتهية من الضياع عادت إلى بكورها عادت إلى بدايات نشأتها المفعمة بالأسئلة و الشك, بالتقفي اللامعلوم للحقيقة البائرة بالتخبط في تلابيب المكان بحثاً عن شيء, شيءٍ مجهول الهوية حقيقة جوهرية تختبئ في مضامين التصرفات السخيفة , في تفاصيل الحركات العفوية في مرادفات الكلمات و معانيها. و هذه الحقيقة هي القادرة على كشف السر, و صنع المغزى و تحديد الهوية مرة أخرى بعد كمٍ وفيرٍ من التيه. أنا الآن في وسط ركضي نحو الحقيقة التي مُحقت فجأة بين ليلة و ضحاها. بعد أن أمضيت 4 سنينٍ من اليقين الذي حسبته دائماً, أو بائتاً لمدة أطول على أقل تقدير. انتهت صلاحية معرفتي الأكيدة و مرفقاتها من الثقة بقراراتي و اختياراتي و القدرة على تحديد الصواب و الخطأ في ليلة ثلاثاء عادية ولأصدقك قولاً , لطالما اعتقدت بأن مثل هذه الأشياء تحدث تحت وقع مطارق الضغط التي تدق عنق الحياة فتصبح كل الأشياء غير أكيدة وفقاً لذلك. أو أن يكون هذا الاختفاء الفجائعي نتاج تلاشٍ طويل الأمد.. كمريض في مراحله الأخيرة من المرض, ينكمش شيئاً فشيئاً نحو الاختفاء التام. لكن أن يحدث كل شيء فجأة.