الرسالة الخامسة من أصل عشرة

عزيزتي فيكتوريا
أنتي في كل مكان.. باتت أحلامي معبأة بك.
كل الوجوه وجهك , وكل الأحاديث تلوذ بي إليك
أصبح الناس يتجنبون الحديث معي
أنا العجوز المجنون الذي يتحاشون ملاقاته في الشارع عرضاً
بت كمريض زهايمر غائب في حقبة زمنية معنوّنة بك
كل الكلام أنت, كل الذكريات أنت, كل الصراعات والمشاكل أنت.
أنا غريق في تلابيبك يصلي من أجل الرحمة فاجتثيني
وبعنفوانك أغدقيني.
أوه حبيبتي فيكتوريا..
أحلم بك كل يوم, وكل مرة أستيقظ باكياً
كل مرة ينتهي الحلم –الكابوس- بك تغادرين
وكل ما أفعله للفوز بك يثبر ويبور.
وأستيقظ باكياً..
من فرط خيبتي , من انتهاكك لأحلامي بهذه الوحشية الضارية
من رؤيتك تنتزعين قلبي وتغادرين.
لذا اعتزلت النوم!
إن كنتي ستحضرين فسيكون الأمر بإرادتي
ولن تموتي أو تأكلك الضباع أو يخطفك اللصوص عنوة مني
لذا بتنا أنا والقهوة أصدقاء.
أحتسيها حتى تتقوّض معدتي, حتى تغلبني المرارة, حتى الفجر..
وطيلة اختلائي بالأوراق العبثية المصبوغة باسمك
المملوءة بدموعي وحسراتي وجمال عينيك.
آه من عينيك !
أكتب مجلدات ومجلدات من الشعر لأجل عينيك ولا تكفي
وأحاول أن أخلق لها من الذكرى صورة تضاهيها وأفشل
ليس لعيناك مثيل وأنتِ تعلمين هذا بالفعل.
-
عزيزتي فيكتوريا, حبيبتي فيكتوريا, فتاتي التي كادت أن تكون زوجتي فيكتوريا
يقولون لي بأنك لست حقيقية.
بأن منبعك من رأسي, و أن الأرض ليست موطنك.
إن كنتي ملاكاً فأنا أصدق
وإن كنتي آلهة فهذا قلبي خاضعاً مؤمناً بك.
وإن كنتي روحاً ضائعة, فإليّ عودي فما ديارك إلا أنا.
أكتب لك دون أن أعرف إليك سبيلاً
أكتب لك لأنك محتشدة بداخلي بشكل تستعصي فيه الحياة
فلا أجد لي بُداً إلا من البوح.. في قوارع الطرق, للأصدقاء, على رزم لا تنتهي من الورق
وإليك.. أنت اللامتناهية, المستحيلة, المَرَضِيَة.
إليك.. أيتها البهتان الجميل, الخداع الحلو , الموت الرحيم
أموت من أجل عيناكِ ألف مرة.

وإلى أن يتكسر ما بيني وبينك

سأعيش كل يومٍ وكأنه الأول

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما خلف السور الطويل

للفتاة التي تسكن مناماتي..

ما قد تجده في ملازم طالبة مجتهدة