المشاركات

عرض المشاركات من يناير, ٢٠١٨

الرسالة العاشرة من أصل عشرة

"أصدقائي ليسوا هنا لليوم يا توماس." أعلم بأنني قلت ذات العبارة بالأمس, واليوم الذي قبله, واليوم الذي قبل قبله, وأعلم بأنه من الأجدر القول بأن أصدقائي ليسوا هنا والتوقف عند ذلك. ولكن قول الأمر بهذه الطريقة يرعبني ! لأن صياغة الكلمات بتلك الطريقة يبدو كتصريح صريح بالوحدة, كاعتراف هشٍ بالخسارة. أقول بأنهم ليسوا هنا لليوم ليبدو الأمر و كأنهم سيكونون هنا غداً. ليبدو أمر وحدتي مؤقتاً ومقنناً, ليسهل عليّ العبور خلال اليوم الذي أنطلق راكضة من أوله ولا أتوقف حتى بعد أن أعبر حافته. اليوم الذي مهما سكبت في جوفه من المشاغل يبقى خاوياً, كقربة مخرومة.. اليوم الذي يدفعني لأسأل في كل مطلع جديد له عما فعلته لاستحقاقه. إنني أتساءل دائماً, ماذا صنعنا بهذه الحياة يا توماس؟ أي نوع من الفروقات أحدثنا؟ هل تحتسب أرواحنا ضمن كينونة هذه المجرة الواسعة حتى؟ هل سيبقى شيء مني يصارع النسيان الآخذ بالاتساع باتساع خانات الأسماء المارة على هذه الأرض؟ هل سيباغت اسمي ذكريات الأصدقاء إذا ما ابتهلوا يوماً للسعادة أو للحب؟ الأمر أنني أمضيت عمراً طويلاً يا توماس, أفتش عن شيء لأصنعه ليكو