المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠١٧

الرسالة الثانية من أصل عشرة

صباح الخير يا لميس أعلم بأنه من الكياسة السؤال عن الحال في هذا الموضع من الرسائل عادة ولكنني أعلم بأنك بخير. أعلم بأن لا شيء بإمكانه أن يؤذيك هناك. أكتب لك في التاسعة صباحاً في الوقت الذي تغلب حرارة الشمس فيه كل شيء في الوقت الذي غلبتك الحرارة فوقعتي أسيرة لها مضت ٧٣ سنة و لكنني ما زلت أتذكر ملامح والدتك حينما أتيت راكضة لزيارتك الباب المندفع بطيش دخولي مبتسمة و كأنني أحمل بجيبي المعجزات و أمك.. بدموعها الموشومة على خديها أتذكر الخوف الذي اعتراني حينما رأيتها لم يسبق لي أن رأيت الكبار يبكون لم أعلم أنهم قادرين على ذلك أصلاً ظننت دائماً أن الدموع خُلقت لضعفنا لأننا أصغر من أن نحتمل الحزن و الألم لهذا كنت أهفو لأكبر ، حتى تتوقف الدموع و أصبح قوية كبطل خارق لطالما اعتقدت بأن البالغين أبطال خارقون ولكن رؤية والدتك بذاك المنظر شوشني و حطم معتقدي! وقفت بجانب الباب الذي ركلته بخجل لم أعرف ما عليّ فعله كان الأمر مخيفاً و غريباً، أردت وقتها أن أهرب، ولكن أمك رأتني و حينما فعلت ، ارتفعت حاجبيها بأسى و أنّت اسمي باكية "أحلااام!! أوه يا حبيبتي!" وجرتني إلى حضنها

الرسالة الأولى من أصل عشرة

كيف حالك يا صديقي؟ مضت مدة منذ أن طرقت بابك مضت مدة منذ حادثتك بملئ قلبي مضت مدة.. الأمر أنني لست بخير، أنا مريضة ولا أستطيع تحديد ما بي ولا أعتقد بأن هناك طبيب قادر على شفائي كلماتي باتت متقطعة، وأشعر دائماً أني لست بالجوار وكأنني مت منذ مدة طويلة جداً، وكل ما أراه الآن هو زجاجة بلورية تسقط في قلبها الذكريات تباعاً كحبات المطر الأمر أنني كبرت و شبت و غلبتني هشاشة الروح للحد الذي تؤذيني فيه كلمة ، للحد الذي تخدشني فيه نظرة ، للحد الذي أذرف فيه الدموع على استدارة كتفك أو افلاتك ليدي رغم انني اعلم ما تعنيه ، أعلم بأن روحك غيمة بيضاء بلا سوء ، وقلبك قارورة شفافة لا تخفى فيها ظاهرة أو باطنة وأن ابتسامتك شمس تنير مجرة كاملة ولكنني كما أسلفت مريضة ، وأشعر بأنني على وشك فقدانك ، هكذا، بلا دليل يقودني لهذه النتيجة مجرد حفنة أحاديث و مشاعر غلبت منطقي في لحظة ضعفه. - الدمية التي أهديتني إياها في الصف الثالث تمزقت بالأمس ولا يسعني سوى الاعتقاد بأن هذه علامة سيئة لشيء يدنو من الوقوع رغم انني لم أكُ يوماً من أصحاب الخرافات، و لم أؤمن بالحكايات التي يقصها علينا الكبار. كنت مليئة بالإي