الرسالة الأولى من أصل عشرة

كيف حالك يا صديقي؟ مضت مدة منذ أن طرقت بابك مضت مدة منذ حادثتك بملئ قلبي مضت مدة.. الأمر أنني لست بخير، أنا مريضة ولا أستطيع تحديد ما بي ولا أعتقد بأن هناك طبيب قادر على شفائي كلماتي باتت متقطعة، وأشعر دائماً أني لست بالجوار وكأنني مت منذ مدة طويلة جداً، وكل ما أراه الآن هو زجاجة بلورية تسقط في قلبها الذكريات تباعاً كحبات المطر الأمر أنني كبرت و شبت و غلبتني هشاشة الروح للحد الذي تؤذيني فيه كلمة ، للحد الذي تخدشني فيه نظرة ، للحد الذي أذرف فيه الدموع على استدارة كتفك أو افلاتك ليدي رغم انني اعلم ما تعنيه ، أعلم بأن روحك غيمة بيضاء بلا سوء ، وقلبك قارورة شفافة لا تخفى فيها ظاهرة أو باطنة وأن ابتسامتك شمس تنير مجرة كاملة ولكنني كما أسلفت مريضة ، وأشعر بأنني على وشك فقدانك ، هكذا، بلا دليل يقودني لهذه النتيجة مجرد حفنة أحاديث و مشاعر غلبت منطقي في لحظة ضعفه. - الدمية التي أهديتني إياها في الصف الثالث تمزقت بالأمس ولا يسعني سوى الاعتقاد بأن هذه علامة سيئة لشيء يدنو من الوقوع رغم انني لم أكُ يوماً من أصحاب الخرافات، و لم أؤمن بالحكايات التي يقصها علينا الكبار. كنت مليئة بالإيمان الخالص بالخير. أما الآن، أنا خالية من الإيمان و كلي رعب وقَّاد و حامٍ لذا أتكئ على المشاعر ، على الشياطين الصغيرة التي تغني بجوار رأسي متكئة على كلا الكتفين ، لا وجود للملائكة ، كلهم سقطوا من علياء رعبي نافقين. تستمر الشياطين الضاحكة بتكرار ذات الكلمات التي تدفعني لكتابة هذه الرسالة أعلم ذلك، ولكنني أستمر بالكتابة على أي حال ما يخيفني يا صديقي أنني مدركة لكل شيء ، عينايّ مشرعتان على آخرهما ، المشنقة أمامي ، وكل ما بداخلي يصرخ هارباً ، ولكنني أتقدم، بلا تردد نحو الأمام نحو النهاية المؤكدة، نحو المصير الذي بنيته بنفسي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما خلف السور الطويل

للفتاة التي تسكن مناماتي..

ما قد تجده في ملازم طالبة مجتهدة