المشاركات

عرض المشاركات من 2018

مقتطفات من يومياتي: سجل من الخيبة والتذكر

__ ٨/٩/٢٠١٦  ١٠:٢٣م يوم الخميس  انا في طابور انتظار اخر  ضحت بي امي لاسباب اسمى ، لتبديل الملابس و الحصول على الفاتورة بينما تستغل الوقت في التنقيب عن قطعة ملابس اخرى  كل شيء سيان ، كل شيء رتيب كطابور انتظار طويل  و انا لا اشعر بشيء..  و هذا ما يعيقني عن الكتابة.  __ 29/10/2016 4:26 م يوم السبت عاد نظامي إلى سابق فوضاه , عدت إلى التأرجح بين الليل و النهار دون أن أميز بينهما و الصداع اللعين ينقر رأسي ... آهـ.. هذا يحدث مجدداً تنضح الكلمات في جوفي يانعة و بارقة , سهلة الكتابة , وكأنها تدعوني إلى القائها في سلة الواقع وبمجرد محاولتي لبعثها من عدميتها و ارسالها إلى العالم تختفي و كأنها تلعب معي لعبة الغميضة السخيفة ! لدي اختبار بالغد , ولا دافع لدي للمذاكرة لا دافع لدي لفعل أي شيء أريد الاستلقاء فقط , هكذا , دون أن احرك ساكنا و اريد أن افعل الكثير أشعر بأني لا أحمل أي نوع من القيمة , و أشعر بأن لا شيء يحمل قيمة حقاً أفتح دراما اخرى بملل بغض النظر عن ضيق الوقت و كثرة الأشغال و أحاول لمجرد لحظات أن أنسى احساسي العميق بالتعاسة. __ 2016

القصة الخامسة من أصل خمسة

(روكي) هو كلب من نوع الجيرمن شيبرد، يعيش بالضواحي مع مالكيه (قلوريا) و(ريتشارد) اللذان يمضيان في عقدهما السادس سوياً بلا أطفال يملؤون بيتهما الأزرق بضحكاتهم أو أصوات خطوهم العالية في وجه الحياة، لكن هذا الزوج وجد سلامه مع الفكرة، لأنهما يملكان بعضهما، وهذه الألفة التي تغمرهما، وروكي الذي يعاملونه كفرد من العائلة. فروكي يأكل داخل المنزل معظم اليوم، يركض بالأرجاء، يلعب مع ريتشارد بالخارج في أيام الربيع المنعشة، ويحمي المنزل من الغرباء في الليل. لكن روكي يملك طموحاً مختلفاً، ورؤية بعيدة. لطالما حلم روكي بأن يكون كلباً بوليسياً، يحمي أكثر من مجرد زوج قارب على مشارف المشيب، أراد أن يحصل على التدريب اللائق، أن يذهب مع بقية الكلاب البوليسية و يفتش عن المخدرات أو أثار المجرمين بحواسه المذهلة، أن يكون الأول على أقرانه في العمل ، ويحصل على كل المجد الذي يشتهيه، فهو يؤمن بأن لديه الإمكانيات الكافية لذلك، إنه أكثر من قادر ، فهو بورك بكونه من فصيلة مهيئة لمثل هذا العمل، وهو في ريعان شبابه ، والطريق أمامه مشرعة.. لولا هذا الحبل الذي يقيده. روكي يمقت ريتشارد على ربطه بالقضبان الحديدية التي تمنعه م

القصة الرابعة من أصل خمسة

‏لا أعلم ما أصنع .. كل الحقائق مترنحة و غائبة ‏أفكاري تأوي الى حفرة سوداء لا مخرح منها ‏و أنا هنا ‏في جوف ١*٢ م من الخشب المسمر بالبراغي الحديدية ‏منكب على نفسي في محاولة سخيفة للم شتاتي ‏لتمالك ذاتي الفارة من شدة الهلع ‏أرتجف بداخل ملابسي المبللة من فرط الغسيل ‏أنتفض كلما عبر ضوء من حواف الخزانة متجهاً نحو يدي ‏يبدو الأمر كإدانة مستمرة في الانسكاب نحوي كلما شعّ الأحمر القان وسط هذه الحلكة. ‏الأحمر الساطع ، الأحمر المحترق ، الأحمر الكاوي ، الأحمر الذي يطلي يديّ بالجريمة الحقّة ، بالانحدار البشري ، و السلوك الهمجي ، و الانفكاك التام من الزمرة الصالحة. ‏وأشعر -فجأة- بأنني سقطت من السماء ‏كتمثيل لشيطان رجيم ، كتشبيه بعبد عاصٍ ، كانتهاء إلى أرض بائدة. ‏ولا يسعني في جوف هذا الا ان أسترجع الحادثة ، كيف استقر النصل في الصدر ، وكيف غابت النزعة حينما انفرط الدم و انفجر كعين ماء دافق ‏خبت الشهوة و انطفت ، زالت الحاجة الملحة وبقي الندم ، بقي الهلع ، بقيت الجريمة! ‏ذابت الأصوات و زال الوجوب ، وبقيت هذه الدماء ، حمراء و يانعة ، متصبغة على يديّ كبنان يشير نحوي صارخاً "ها هو القات

القصة الثالثة من أصل خمسة

أجلس على كرسي خشبيّ, أنتظر الحافلة, لا أعلم حقاً إلى أين سأذهب.. لكنني أحتاج أن أكون على متن هذه الحافلة وكأنها سفينة نوح أنتظر, لا أحد في الجوار, لست متأكداً أين أنا على أي حال.. أنظر حولي, هناك شجرة صلعاء و سنجاب يسخر من صلعتها, أو على الأقل هذا ما أعتقده.. هناك شمس لم تمشط شعرها الغارق في تضاريس الوجود بوحشية تحرقني. هناك زرقة باهتة في السماء, وسحاب لا ينتوي أن يكون غيماً. ماذا هناك أيضاً ليشغلني عن الانتظار؟   هناك أرصفة تمتد كخناجر في حلق العدم, هناك أنا, نحيل كعصا مكنسة, باهت كمصاص دماء, طويل الأذرع كالغوريلا, قصير الصبر كما أنا قصير الذاكرة. ما زلت أنتظر, لا أعلم كم من الوقت مر منذ أتيت إلى هنا. شيء على المحك يمنعني من المغادرة, شيء قهري يسمرني بأرضي. أجلس في محلي على الكرسي الخشبي المطلي بالأبيض, أحدق في حذائيّ و أربطته المنحلة , أربطها وأحكم رباطها و أنتظر. أخدش أجزاء من الطلاء المتكدر على الكرسي, وأنتظر. أعد الطيور و السناجب و الصراصير الراكضة نحو الثقوب المخرومة في أطراف الرصيف, وأنتظر. أنتظر في ضمنية الزمن اللامعلوم, لا ساعة حول معصمي ولا أعلم منازل ا

القصة الثانية من أصل خمسة

استيقظت ذاك اليوم بإدراك خارج قدرتي, بجزع تتجاوز اذرعه امتدادات دماغي. استيقظت ذاك اليوم -ولا اعلم ان كنت استيقظت قبل ذلك أم لا- داخل قصة قصيرة, وُجدت تحت رغبة كاتبتها (أمنية) بإنشاء نص خارج عن المألوف.. لذا استيقظت يومها كشخصية رئيسية تحمل وعياً فوقياً بشأن الخيوط التي تحركها، ولا يسعها سوى المضي بالقصة لأن الكاتبة تستمر بالكتابة على أي حال دون أن تأبه لرغبتي بالتوقف و التأمل مطولاً في مقدار الجزع الذي جرتني اليه، فلو أنني استيقظت دون أن أدرك الامر لما كنت لأكترث، ولكنني أعلم قسراً أنني هنا للحكاية التي تريد الكاتبة قصّها، لذا أنا بشكل أو بآخر ألبي نداء وجودي الذي لم اختر الخوض فيه. أعلم بأن اسمي ميلا، وحسب الذاكرة الافتراضية التي احملها فأنا معلمة موسيقى فقدت والدتي -التي كانت معلمة موسيقى بالمناسبة- في حادث سيارة قبل 16 عاماً، وكرست حياتي لأصنع من والدتي لحناً أهفو اليه كلما غمرني الحنين. على الأقل هذا ما أتذكره، ولكنني منذ ذاك اليوم و أنا عاجزة عن الشعور به، لأن هناك احتمال وارد بأن كل هذا مجرد كلمات وُضعت في رأسي لأشرحها في نص.. لأنني أعلم بأن هناك كاتبة فوق رأسي تفكر بخط

القصة الأولى من أصل خمسة

يقف منتصباً أمام منضدتي بهدوء يحدق بي .. انها أول مرة أراه، ولكنني على نحو غريب أعرفه، كذكرى من حياة سابقة. "حسناً.. أعتقد بأنك تعلمين لما أنا هنا" يقول و هو يمسح باطن حذائه الأسود بالأرض. أرفع نفسي، و أشعر بأنني خفيفة، كالعدم. متى كانت المرة الاخيرة التي شعرت بها بهذا الاحساس؟ هل سبق لي أن شعرت به أصلاً؟ أجيب أخيراً "نعم.. كنت أنتظرك على أي حال." يبتسم بشيء من الأسى ثم يمد يده ليمسح على رأسي. تستنير أنامله بمجرد لمسه لشعري، تغتسل خصل شعري بالذهب، كل شيءيصبح بلورياً وشفافاً ومتألقاً. أشعر كما لو أن دواخلي قلعة ثلجية. أمضي قبله بعدة خطوات، ساقايّ اشتعالتا نور ، الطريق طويل لكنه ثابت الرحلة محسوبة و معروفة الاتجاه. يأتي صوته من البعيد، من الخلف القصيّ ، من التهالك المنطرح على بعضه وسط الفناء "ألا تريدين قول شيءٍ ما قبل أن نذهب؟" أتوقف ، و ألمح في طرفه غرفتي، و الجسد الغائر وسط اللحاف. أتهادى نحوه بثقل، كفعل إلزامي نحبه بطريقة ما. أصل أخيراً، أقف كواهب للظل، كنخلة، و أحدق... في تفاصيل الوجه الغارق في وسنه، في الانف المفطوس الذي لاطالما كرهته، في الجبين

الرسالة العاشرة من أصل عشرة

"أصدقائي ليسوا هنا لليوم يا توماس." أعلم بأنني قلت ذات العبارة بالأمس, واليوم الذي قبله, واليوم الذي قبل قبله, وأعلم بأنه من الأجدر القول بأن أصدقائي ليسوا هنا والتوقف عند ذلك. ولكن قول الأمر بهذه الطريقة يرعبني ! لأن صياغة الكلمات بتلك الطريقة يبدو كتصريح صريح بالوحدة, كاعتراف هشٍ بالخسارة. أقول بأنهم ليسوا هنا لليوم ليبدو الأمر و كأنهم سيكونون هنا غداً. ليبدو أمر وحدتي مؤقتاً ومقنناً, ليسهل عليّ العبور خلال اليوم الذي أنطلق راكضة من أوله ولا أتوقف حتى بعد أن أعبر حافته. اليوم الذي مهما سكبت في جوفه من المشاغل يبقى خاوياً, كقربة مخرومة.. اليوم الذي يدفعني لأسأل في كل مطلع جديد له عما فعلته لاستحقاقه. إنني أتساءل دائماً, ماذا صنعنا بهذه الحياة يا توماس؟ أي نوع من الفروقات أحدثنا؟ هل تحتسب أرواحنا ضمن كينونة هذه المجرة الواسعة حتى؟ هل سيبقى شيء مني يصارع النسيان الآخذ بالاتساع باتساع خانات الأسماء المارة على هذه الأرض؟ هل سيباغت اسمي ذكريات الأصدقاء إذا ما ابتهلوا يوماً للسعادة أو للحب؟ الأمر أنني أمضيت عمراً طويلاً يا توماس, أفتش عن شيء لأصنعه ليكو