الماضي بداية



كانت أمي تقول بأنها لم تكن أمي قبلاً، بأن أمي التي دفعتني في البئر، وأمي التي دفنتني في الباحة الخلفية لسن هي. وبأنها ستحسن لي هذه المرة. ولن أضطر للعودة مرة أخرى. وأقول بأنني أصدقها، وبأنها لن تكون كأمهاتي السابقات.
 ولكنني لا أنام. أستلقي كل ليلة بنصل تحت وسادتي. لأن أبي يرتدي بندقية على ذراعه، وأمي تجوع كما تجوع كل ليلة. لأن اخوتي لا يستيقظون في الصباح، ولأن الحقل يكبر كل ليلة.
تقول أمي بأنها ستحسن إليّ. لكنني مت عدة مرات بالفعل، بأياد تشبه أياديها، ورائحة أبي المحمومة بالسخط. لذا أقطع أقدامي العالقة بالارض سراً. حتى لا تزرع لي أمي أقداما جديدة. حتى لا انتهي للبئر او الباحة التي صارت حقلاً. يدفع لي اخوتي احذيتهم التي تفوح منها رائحة النهر والليل و التربة المتشربة بالدم. يقولون اهربي الى القرية، فالبيت ضيق، وأمنا التي لا تنفك عن ولادتنا لن تدعك تموتين. اذهبي إلى القرية، وموتي خارج البيت، خارج القفص. خارج العائلة. على سبيل التغيير.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما خلف السور الطويل

للفتاة التي تسكن مناماتي..

ما قد تجده في ملازم طالبة مجتهدة