العالم بداية


سنعود إلى البداية ،حينما كانت أمي هي أمي، ولم يصنع الهجران من أبي وحشاً، ولم يلتهم الوحش بيتنا، ولم يمت إخوتي في العراء باردين. سنعود إلى البداية، حينما كانت أمي هي أمي، ولم تقتني مقصلة ترتديها حول عنقها كعقد تهدد بسحبه كلما اشتد عصياننا.سنعود إلى البداية. قبل أن أغرق في البئر، وأسقط بين يديّ أمي جثة تربيها مع بقية أطفالها المدفونين في الحديقة الخلفية. قبل أن ينبت رأس أخي من التربة ويخرج ضاحكاً -باكياً- ليفزع أهل القرية. لأن الساحرات يطاردنه في مناماته السبع خلال الليل. قبل أن تنتف أختي شعرها لتصنع منه ممسحة تمسح فيها البركة الجالسة تحت سريرها، وقبل أن يكتشف أخي الأصغر معنى أن يُقتل بين الأيادي التي صُنعت لتحميه.قبل أن تتسع خارطة العالم ويصبح النفاذ من الزنازن سهلاً.سنعود إلى البداية، حينما كانت أمي هي أمي، وأبي هو أبي، ومنزلنا هو منزلنا، ونحن -الأخوة النابتون في الحديقة الخلفية- لم نولد بعد.


.

ولا نولد قط.



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما خلف السور الطويل

للفتاة التي تسكن مناماتي..

ما قد تجده في ملازم طالبة مجتهدة