البداية ماضٍ


حينما كنا كباراً، كانت أمي تبحث عنا.  
في الأواني، وجيوب الملابس، وعلب الأمنيات.
كانت تمتلئ بالغضب حينما تدرك بأننا لم نأتي بعد، وأن طاولة الطعام ستبقى فارغة، وأنها لن تغني لنا حتى ننام.
لذا كأي أمٍ تريدُ أن يزورها أطفالها. كانت تخرج. بحثاً عنا كل ليلة، وكل ليلة كانت تعود بواحدٍ منا. 
كباراً كنا، قبل أن نُولد. 
غرباء حتى اعتدنا رائحة السماد في الباحة الخلفية. 
أمي التي لم تكن أمي بعد. دفعتني في البئر. 
أمي التي صارت أمي. دفنتني في الباحة الخلفية. 
أمي التي تستمر في ولادتي، لا تنفك عن قتلي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما خلف السور الطويل

للفتاة التي تسكن مناماتي..

ما قد تجده في ملازم طالبة مجتهدة