أمنيه تهذي مجدداً

-

عوائق الكتابة تتراكم بداخلي , مجرتي تتباطأ و تتكاسل عن المضي
أشعر بأنني أمر في مرحلة سبات رغم يقظتي
أنا أغيب تحت هالات من السواد كما تفعل عينيّ
لا غاية من الكتابة سوى الكتابة
أما بعد :
فإني مرهقة حد أنني أشعر بالتعب من لا شيء
و ذهني خامل كما السفن في يومٍ صائف بلا رياح
المجرة لا تدور حولي رغم أنني مجرة بحد ذاتي
نحن أكوان صغيرة مملوءة بالجنون
جنوننا حقيقي بغض النظر عن كل ما نتقمصه من حضارة
و رغم ذلك ما زلنا نحكم على من يشذ عن الحضارة و كأننا مولودون بموهبة فطرية على أكل الزيتونة بالشوكة و السكين
ما زلنا ننبذ الاختلاف في سرنا و لو كنا نؤيده في ظاهرنا
هناك جانب منافق فينا لا يزول ولا يختفي
إنما يتبدل من شكل إلى آخر بداخلنا
نقلبه كما نشاء و نصنعه كيفما نشتهي
و محاولة إنكارك لهذا هي بداية نفاقك
لا تقل لي أنك لم تُسر يوما حديثاً يخالف ما تظهر
نحن متناقضون و منافقون ولا أقول ذلك كإدانة بل كاستسلام لحقيقتنا و التكيف معها
ولو أننا كنا نفعل ذلك بشكل بديهي منذ البداية إلا أنني فقط أشرت على ذلك .
و هذا يعني ألا قيمة مما أقول :/
حسنا , على الغالب هذا صحيح
و هذا ليس مهماً
فأنا ما زلت أهذي و أربط الحروف و اعقد الكلمات و كأنها فيونكات صغيرة
نعم , فيونكات صغيرة مصنوعة من الكلمات .. ياللطف
مستعدة لشراء هذا النوع من الفيونكات في أي وقت
ولو أنها ستتحول إلى شيء "لحجي" لحظة جرها من خيالي إلى الواقع :/
في هذه الحالة .. أتراجع عن جعلها مشروع تجارتي في الإنستقرام .
كما أن تجارة الإنستقرام لا تقوم على فيونكات مصنوعة من الكلمات
سأحتفظ بفيونكاتي في رأسي
سيكون من اللطيف حمل فيونكات داخل رأسي
احساس لطيف , و كأن أحدهم يدغدغك
يبدو بأني أضعت نصاً كاملاً أتحدث فيه عن فيونكات مصنوعة من الكلمات :/
أين كنت ؟
لم أكن في مكان محدد على ما يبدو :/
هذا النص يبدو ككتابة حرة أكثر من كونه مقال :/
علىّ أن ابدأ في إتمام الأشياء و جعلها أكثر جدية
لا مزيد من الفيونكات 0-0
أنا أكبر من أن أتحدث بشأن فيونكات غبية
لقد صبغت حواجبي مرتين على سبيل النضج
كما أن ظهري بدأ في التحدب بالفعل
و شعري يحمل 5 شيبات بالعدد
نعم , أنا أشيخ قبل أن أبلغ العشرين
ياللسخرية
الكبر يأتي في غير محله , السنين تصطف في جوف السنة
و أنا أكبر , و أكبر , و أكبر دون أن أعي ذلك
دون أن أتوقف عن فعل الأشياء السخيفة التي اعتدت فعلها منذ 10 سنين
ما زلت أخاف الظلام , و هذه بداية
لا أعرف كيف ألُف طرحتي , و دائما ما تلهيني الألعاب
ما زلت أفضل الركض على المشي , و تغريني الشيبسيات و الأشياء الملونة
أنا طفلة رغم أن الشيب في رأسي يتزايد
و أنا عجوز رغم أنني قد أرضى بحلاوة كصلح 
أنا نقيض ما اناقض به نفسي 
و دائماً ما يجرني هذا إلى لحظة من التفكر في شأن نفسي 
"إذن يا أمنيه , إلى أي فئة تنتمين؟" 
و تمتد لحظات الصمت 
فأنا لا أناسبني , و لا أنكب في قالبٍ صنعته بنفسي 
و هذا ما يدفعني للتساؤل عن هويتي 
هذا و كوني أصاب بالهلع في كل مرة أحدق فيها بعينيّ في المرآة 
و كأنني أنظر في مقلتا شخص آخر .. 
على الغالب أنها لحظة جنون أخرى تدفعك للنفور 
لست أدري إن كُنت أهتم أم لا 
إن كان يعنيني أن اجرّ الآخرين إليّ أم لا 
أنا داخل حفرة عميقة من الشكوك ..
ولا شيء صحيح 
كل شيء يحتمل الخطأ 
و قلبي المملوء بالشك لا يرضى إلا باليقين 
و لا يقين هنا . 
نمّ يا قلبي نمّ ..

ألم أكن في جوف سبات طويل ؟ 
ألم أكن أهذي و كأنني أبصق الحكمة ؟ 
ماذا حصل للفيونكات المصنوعة من الكلمات ؟
إنه الضياع الذي يجرك من ياقة قميصك ليلكمك بالهلع 
ماذا ؟ تشبيه ضعيف ؟ اذاً ماذا ؟ أأدين لك بشيء ؟ 
يبدو بأن هذه المقالة ستتحول إلى مسرح جريمة 
أنا أشعر بالغضب بدون سبب 
و مستعدة لقتل أحدهم 
طاخ طاخ .. 
أنا ما زلت في خضم هذه الكتابة الفوضوية 
طاخ طاخ ..
لا أعلم لما أطلق هذه النار الوهمية 
و لكن هكذا تنتهي القصة . 
بطلقات نارية لا يُعلم سببها ! 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

ما خلف السور الطويل

للفتاة التي تسكن مناماتي..

ما قد تجده في ملازم طالبة مجتهدة