هذه المدونة مجرد تشكلات متغيرة لهويتي و طريقة كتابتي, كل ما فيها شخصيٌ جداُ, وحميميٌ جداً.
سُميت بهذا الاسم على أمل حراسة الجزء البسيط الباقي من النور في مأق عيني التي ما عادت تبصر غير السواد.
مجرد طفلة ..
الحصول على الرابط
Facebook
X
Pinterest
بريد إلكتروني
التطبيقات الأخرى
آنآ ,, اعتقد بأنني اتصرف كطفلة في بعض الاحيآن
همّ ,, يعتقدون بأنني طفلة طوآل الوقت
أقضي معظم يومي في مكان آخر.. خارج نفسي, خارج السور الفاصل بيني وبين هذا العالم الرحب, وأرى سعة الكون في ضيقه, وأرى الضحكات والدموع مجتمعة على هيئة برك صغيرة ندوسها بأقدامنا المتسخة من فرط المشي. ولا آبه بشيء. يدايّ مكبلتين بالأيادي العديدة التي تأخذني, وتدور بي.. حتى تميل زاوية الصورة. ردائي الأبيض يتمايل بألوان الطيف بكل إلتفاتة آخذها نحو الضوء. عينايّ زجاجتين مشتعلتين بالرهبة والحماس والخوف. تتابع كل شيء, تحاول ابتلاع المشهد وحفظه في خزنة سرية أبقيها في الجزء الخلفيّ من رأسي.. حتى إذا ما عدت يوماً, واستعاد العالم وزنه مجدداً, خلف السياج الطويل الفاصل بيني وبينه.. يكون لديّ شيء يصلني به, يكون لديّ الرائحة المريرة للحياة, والطعم الفاسخ للدماء في فمي. يكون لديّ نور أقبضه في أصابعي المصنوعة من تراب القبور.. من ودائع الموتى و رطوبة الدموع. يكون لديّ ما أنافس به هذا الموت الآخذ بالاتساع بداخلي كوباء. يكون لديّ بذرة ضياء تنير عتمة روحي.
لقد تحطمت هذه العلاقة بالفعل, ولكنك ما زلت تزورين أحلامي بشكل يدفعني للقلق. أستيقظ في منتصف الليل راغباً بالاطمئنان عليكِ, ولكني مسحت رقمك منذ مدة طويلة, حين تحطم كيان صداقتنا. حياتك الآن مجرد ظل طويل يطل من الماضي حينما تستعر شمس الحاضر. أراكِ في أحلامي تبكين, تعلنين استسلامك عن الحياة ورغبتك بالرحيل, تخبرينني أنك ما عدتِ أنت بعد الآن, وأن لا شيء يصلحك بعد كل هذه الخسائر.. وبكل مرة آتي ركضاً لاحتضانك, لطمأنة روعك, تتبددين مع الريح , كتمثال أكله الزمن. أستيقظ مرعوباً, باحثاً عن سبيل لأصل إليك, سبيل لأتأكد بأن أضغاث أحلامي لم تمس واقعك بشر, ولكن كيف لي أن أفعل ذلك؟ وأي عذر سأضع أمامك حين ألقاك بعد سنين الإنقطاع؟ لقد خرجت من حياتك بالفعل, وحرصت –بغباء مطلق- أن أوصد الباب خلفي, تاركاً إياك بعلاقة فاسدة أخرى تُضم لعلاقاتك السمية الكثيرة, علاقاتك التي لم تكوني يوماً محظوظة بها. علاقاتك التي تنتهي دائماً بذات الدرب الطويل من الكذب والخذلان, الابتعاد حتى لحظة الاستبدال المحتمة, وحلفت لنفسي حينما بكيت علاقاتك الماضية بأني لن أكون مثلهم يوماً, ولكني كنت, ولكني فعلت, ولكني خذلتك كما لم...
أنت هنا وأنا هناك، وهذه المسافة الحقيقية دائماً تفصلنا بشكل يجعلنا مختلفين رغم كل التطابقات، رغم كل المشاعر، رغم كل الأحزان التي وقفنا في وجهها متعاضدين. في الرسائل عطل تقني يمنعها من الوصول في الوقت المناسب، مما يخلق عطباً لا استطيع اصلاحه في التواصل. لأن هذه المسافة دائماً بيننا، لأن ظرف المكان دائماً خائن، ولأن الزمن يركض في عالمي، ويتباطأ في عالمك، وكل ما افعله هو الركض، أحاول لحاق لحظة فاتتني بالفعل. فأنكب على وجهي متعبة من كل هذا الركض الخاوي. لكن لا ينهكني يا صديقي شيء بقدر عجزي عن قتل الأميال بيننا. وأنني حتى هذه اللحظة من العمر الطويل بيننا لا أعلم ما يبدو عليه وجهك في اللحظة الأولى من الدهشة، أو كيف استشعر حزنك من نظراتك المبللة. كل ما أحاول قوله هنا بأنني أحبك وليس لديّ سبيل سوى الكلمات للإشادة بذلك. وأنني أود لو أمتلك طريقاً إليك، ولو بعد أمدٍ طويل. لذا حتى تحضر اللحظة التي أحضنك فيها (أو ألكمك تحت نذر قديم نذرناه سوياً)... كن بخير.
تعليقات
إرسال تعليق