للفتاة التي تسكن مناماتي..
لقد
تحطمت هذه العلاقة بالفعل, ولكنك ما زلت تزورين أحلامي بشكل يدفعني للقلق.
أستيقظ
في منتصف الليل راغباً بالاطمئنان عليكِ, ولكني مسحت رقمك منذ مدة طويلة, حين تحطم
كيان صداقتنا. حياتك الآن مجرد ظل طويل يطل من الماضي حينما تستعر شمس الحاضر.
أراكِ
في أحلامي تبكين, تعلنين استسلامك عن الحياة ورغبتك بالرحيل, تخبرينني أنك ما عدتِ
أنت بعد الآن, وأن لا شيء يصلحك بعد كل هذه الخسائر.. وبكل مرة آتي ركضاً
لاحتضانك, لطمأنة روعك, تتبددين مع الريح , كتمثال أكله الزمن.
أستيقظ
مرعوباً, باحثاً عن سبيل لأصل إليك, سبيل لأتأكد بأن أضغاث أحلامي لم تمس واقعك
بشر, ولكن كيف لي أن أفعل ذلك؟ وأي عذر سأضع أمامك حين ألقاك بعد سنين الإنقطاع؟
لقد
خرجت من حياتك بالفعل, وحرصت –بغباء مطلق- أن أوصد الباب خلفي, تاركاً إياك بعلاقة
فاسدة أخرى تُضم لعلاقاتك السمية الكثيرة, علاقاتك التي لم تكوني يوماً محظوظة
بها. علاقاتك التي تنتهي دائماً بذات الدرب الطويل من الكذب والخذلان, الابتعاد
حتى لحظة الاستبدال المحتمة, وحلفت لنفسي حينما بكيت علاقاتك الماضية بأني لن أكون
مثلهم يوماً, ولكني كنت, ولكني فعلت, ولكني خذلتك كما لم يخذلك أحد قبلي يوماً.
كل
أصدقائك السابقين يطيبون لك حينما تفكرين بي..
ولكني
عجزت عن البقاء, كنتِ مستحيلة الفهم خاصة حينما تمرين بأيام صمتك المستديمة بلا
سبب وجيه لذلك. كانت أبوابك كثيرة, وكانت يدايّ داميتين من تحطيم أبوابك لأفردهما
بالأخير كي أحتضنك. كنتِ صعبة, وكنتُ ضائعاً في غياهب نفسي, مرتعداً من انعكاسي
بالمرآة.. ولكننا رغم أزماتنا التي تطفو لتهدم العالم نحب الموسيقى ذاتها. كانت
الأغاني حلقة الوصل الوحيدة بيننا, خاصة حين يمرضك الأرق حد أنك تبقين في سريرك
لساعات دون حراك لأن البقاء مستيقظة لثلاث أيام بدون نوم يفتك بقواك, كانت I'm tired of
feeling this way تهدئك, تجعلك في حالة سلام
تريح عيناك من ثقل السهر, وحين تتصلين فجأة و أرد عليك بصوتٍ أخبرك بأنه
"بداية زكام" أجد Talk
to me تنتظرني في محادثتك.
كنا
قريبين, ولكننا ابتعدنا فجأة, غبتُ في أحد أيام عزلتي القهرية, وانطفأ قلبك حين
شاهدتِ أخيك يترك العالم مبكراً.
ورغم
أني حاولت مواساتك, حاولت أن أكون حاضراً بقدر ما أردت أن أفر من حذائي الملتصق
بالأرض,
ولكنني
خلعت حذائي وهربت, لأن جنازة أخيك تذكرني بجنازة أبي, لأني لا أتجاوز جثث الموتى
بسهولة.
ولكن
فراري كان الجُب الذي لم تستطع علاقتنا قفزه, هوت وهوى معها الكلام, توقفت
الموسيقى, ماتت الأغاني, وحل مكانها كل الكلمات المعلبة والرتيبة.. كانت مسافات
الرد تطول بين "كيف حالك؟" و "بخير", وكنت أستحيل إلى نسخة
سيئة من نفسي, نسخة قلتِ أنها أنا الحقيقية, أنا التي تُذكرك بالموت, ولهذا رحلت..
لأني آمنت بأنك محقة.. بأني أحمل بداخلي مقبرة لا تنفض بصلاة أو تطهير, وأن النور
لن يشع في حياتك حتى أغادرها.
كل
ما أريد قوله أنني ما زلت أكترث بشأنك, وأنني لم أتخذ من بعدك صديقاً قط, وأن
مناماتي قصيرة ومريعة ببكائك في جوفها.. لذا, رجاءً, وحباً بالله.. كوني بخير.
.
.
ملاحظة:
استمعي لـ someone
you loved
صديقك الذي لم يحفظ
عـهـد الصـداقـة القـديـم
تعليقات
إرسال تعليق