للمحادثات النائية منا
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
في أيام كثيرة، أيام لا أستطيع عدها، تغمرني تلك الرغبة الملحة بمحادثتك، تلك التي لم أشعر بشدتها إلا حينما أصبحت محادثاتنا نائية منا، وبات بيننا جب واسع لا نستطيع عبوره.
كنت أركض اليك لاخبرك بأنني -للمرة الألف- حرقت يدي أثناء صنعي للبسكويت، وكنتِ لتضحكي علي وتخبريني بأنني مغفلة أنسى عقلي عند باب المطبخ، وسأحلف بأنني كنت حذرة وأن الفرن يكرهني. وكنت لأعود لمحادثتك بعدها بخمس دقائق لتصوير بسكويتي المحترق وكنتِ ستعبرين عن رغبتك بتناوله على أي حال، لأنك -كما أنتِ دائماً- تتضورين جوعاً، حد أنك ستحسنين علي بأكلك للنفاية التي أصنعها. كنت آتي لمحادثتك بالأسباب كيفما اختلفت، ومهما صغرت. كنت أخبرك بحزن شديد كيف كُسر ظفري بينما تضحكين بشماتة لأنك لم تنجحي يوماً في إطالة أظافرك. ولم أكن أجد صعوبة في الأمر. أما الآن، لا أعرف كيف أخبرك بشأن قلبي المكسور، والفتى الذي أحببت، ولا كيف خسرت الوظيفة التي ظللت أكدح فيها ل٣ سنوات. لا أعرف كيف أخبرك بأني أنجبت طفلاً، وأنني حين حملته شعرت بأنني أحمل الدنيا بما فيها بين يدي، وأنني في تلك اللحظة تحديداً كنت سعيدة، سعادة لا تشكيك فيها. سعادة أسررت لك يوماً بأني لن أشعر بها قط، وأخبرتني أنني سأفعل. أردت أن أخبرك، أردت أن أقول بأنك كنتِ على حق، أردت أن أحكي لك عن المرة الأولى التي ابتسم فيها، والمرة التي استدار وحبى ووقف. لكنني لم أستطع، كنتِ بعيدة وكان بيننا مئة حاجز خفي. مئة حاجز كنتِ لتكسريهم بشيء من نكاتك التي لفرط سوئها تضحكني.
كنت أركض اليك لاخبرك بأنني -للمرة الألف- حرقت يدي أثناء صنعي للبسكويت، وكنتِ لتضحكي علي وتخبريني بأنني مغفلة أنسى عقلي عند باب المطبخ، وسأحلف بأنني كنت حذرة وأن الفرن يكرهني. وكنت لأعود لمحادثتك بعدها بخمس دقائق لتصوير بسكويتي المحترق وكنتِ ستعبرين عن رغبتك بتناوله على أي حال، لأنك -كما أنتِ دائماً- تتضورين جوعاً، حد أنك ستحسنين علي بأكلك للنفاية التي أصنعها. كنت آتي لمحادثتك بالأسباب كيفما اختلفت، ومهما صغرت. كنت أخبرك بحزن شديد كيف كُسر ظفري بينما تضحكين بشماتة لأنك لم تنجحي يوماً في إطالة أظافرك. ولم أكن أجد صعوبة في الأمر. أما الآن، لا أعرف كيف أخبرك بشأن قلبي المكسور، والفتى الذي أحببت، ولا كيف خسرت الوظيفة التي ظللت أكدح فيها ل٣ سنوات. لا أعرف كيف أخبرك بأني أنجبت طفلاً، وأنني حين حملته شعرت بأنني أحمل الدنيا بما فيها بين يدي، وأنني في تلك اللحظة تحديداً كنت سعيدة، سعادة لا تشكيك فيها. سعادة أسررت لك يوماً بأني لن أشعر بها قط، وأخبرتني أنني سأفعل. أردت أن أخبرك، أردت أن أقول بأنك كنتِ على حق، أردت أن أحكي لك عن المرة الأولى التي ابتسم فيها، والمرة التي استدار وحبى ووقف. لكنني لم أستطع، كنتِ بعيدة وكان بيننا مئة حاجز خفي. مئة حاجز كنتِ لتكسريهم بشيء من نكاتك التي لفرط سوئها تضحكني.
أردت أن أخبرك عن سيرة حياته كلها، السيرة التي في اعتياديتها خطفت الدهشة من فاهي. لعلك كنت ستخبرينني بأن هذا حال الأمهات، وبأنني تحت سحره أرى كل أفعاله بغمامة وردية تجمل كل ما يصنع.
ولكن من منا ظنت يوماً أنها ستكون أماً؟ وكل محادثة نجريها بهذا الشأن كانت تنتهي بحمد الله على انعدام الأطفال من حياتنا التي نبقى فيها ساهرين نستمع إلى الموسيقى ونحتسي أكواب القهوة التي تدفنا حتى نلاصق وجه الشمس. كنا صغاراً، وكان العمر في أوله. لذا حينما اختلفنا، كنت أعتقد بأن المسألة مسألة وقت، بأن ليالي السهر والصور المضحكة والمكالمات الغارقة بالقهقهة الغير مبررة ستعود، لكنها لم تكن، لكن الوقت كان عمراً طويلاً بلاك. لأن الأيام تجري وتجرك من معصمك وراءها، ووفجأة دون أن تدري، تجد نفسك بطفل، ووظيفة، وحياة أخرى تماماً، حياة بفجوة خلفها صديق قديم لا تكاد تتذكر عما اختلفت معه حتى تعيش هذا العمر دونه.
ولكن من منا ظنت يوماً أنها ستكون أماً؟ وكل محادثة نجريها بهذا الشأن كانت تنتهي بحمد الله على انعدام الأطفال من حياتنا التي نبقى فيها ساهرين نستمع إلى الموسيقى ونحتسي أكواب القهوة التي تدفنا حتى نلاصق وجه الشمس. كنا صغاراً، وكان العمر في أوله. لذا حينما اختلفنا، كنت أعتقد بأن المسألة مسألة وقت، بأن ليالي السهر والصور المضحكة والمكالمات الغارقة بالقهقهة الغير مبررة ستعود، لكنها لم تكن، لكن الوقت كان عمراً طويلاً بلاك. لأن الأيام تجري وتجرك من معصمك وراءها، ووفجأة دون أن تدري، تجد نفسك بطفل، ووظيفة، وحياة أخرى تماماً، حياة بفجوة خلفها صديق قديم لا تكاد تتذكر عما اختلفت معه حتى تعيش هذا العمر دونه.
تعليقات
إرسال تعليق