قوة الاختيار !
قالت لي
أختي ذات مساء و هي تحتسي فنجان قهوتها المعتاد "نحن لا نختار والدينا , ولا
ملامحنا او لون جلدنا .. لا نختار طبقتنا الاجتماعية ولا المسميات التي يطلقها
علينا الاخرون .. و رغم اننا لم نختر ايّا من هذا , و لكنها تبقى حقيقتنا التي لا
تنفض عنا"
نعم ..
كان كلامها واضحا و بديهيا , لم يكن بذلك التعقيد
و لكنه
بات في عقلي حتى استفرد بي الليل , فرحت اقلب افكاري و اراجع كلامها البديهي جدا !
نعم ..
انا لم اختر والديّ او موطني ولا حتى عدد اخوتي و اشكالهم .. كذلك لم اختر كلماتي
الاولى ولا متى سأخطو خطوة البداية نحو الحياة
إن تمعنت
في حياتك , تجد بأنها مملوءة بالخيارات المفروضة عليك او المولودة معك
فتكبر في
كنف سلسلة الحياة الطبيعية التي لا مهرب من تأديتها بجميع حذافيرها
و رغم ان
هذه الحياة لم تعطك القدرة على الاختيار في البداية الا انها تبدو عطوفة جدا عليك
حينما تكبر .. فتكثر الخيارات فجأة حتى تتوه بينها , و بطريقة ما تجد نفسك قادرا
على عكف الكثير من الاشياء التي قالت لي اختي بأنها "حقيقتنا التي لا تنفض
عنا"
فأنت
تستطيع الهرب من مدينتك , تستطيع تغيير لونك , كما تستطيع تغيير فكرة الناس عنك
الحياة
لم تكن يوما بتلك القسوة التي تزجك الى الامور بلا تخيير
انت لديك
الخيار الان
أتريد
البقاء على ذات الحال ؟
أم تريد
المضي قدما ؟
تعليقات
إرسال تعليق