هذه المدونة مجرد تشكلات متغيرة لهويتي و طريقة كتابتي, كل ما فيها شخصيٌ جداُ, وحميميٌ جداً.
سُميت بهذا الاسم على أمل حراسة الجزء البسيط الباقي من النور في مأق عيني التي ما عادت تبصر غير السواد.
أقضي معظم يومي في مكان آخر.. خارج نفسي, خارج السور الفاصل بيني وبين هذا العالم الرحب, وأرى سعة الكون في ضيقه, وأرى الضحكات والدموع مجتمعة على هيئة برك صغيرة ندوسها بأقدامنا المتسخة من فرط المشي. ولا آبه بشيء. يدايّ مكبلتين بالأيادي العديدة التي تأخذني, وتدور بي.. حتى تميل زاوية الصورة. ردائي الأبيض يتمايل بألوان الطيف بكل إلتفاتة آخذها نحو الضوء. عينايّ زجاجتين مشتعلتين بالرهبة والحماس والخوف. تتابع كل شيء, تحاول ابتلاع المشهد وحفظه في خزنة سرية أبقيها في الجزء الخلفيّ من رأسي.. حتى إذا ما عدت يوماً, واستعاد العالم وزنه مجدداً, خلف السياج الطويل الفاصل بيني وبينه.. يكون لديّ شيء يصلني به, يكون لديّ الرائحة المريرة للحياة, والطعم الفاسخ للدماء في فمي. يكون لديّ نور أقبضه في أصابعي المصنوعة من تراب القبور.. من ودائع الموتى و رطوبة الدموع. يكون لديّ ما أنافس به هذا الموت الآخذ بالاتساع بداخلي كوباء. يكون لديّ بذرة ضياء تنير عتمة روحي.
لقد تحطمت هذه العلاقة بالفعل, ولكنك ما زلت تزورين أحلامي بشكل يدفعني للقلق. أستيقظ في منتصف الليل راغباً بالاطمئنان عليكِ, ولكني مسحت رقمك منذ مدة طويلة, حين تحطم كيان صداقتنا. حياتك الآن مجرد ظل طويل يطل من الماضي حينما تستعر شمس الحاضر. أراكِ في أحلامي تبكين, تعلنين استسلامك عن الحياة ورغبتك بالرحيل, تخبرينني أنك ما عدتِ أنت بعد الآن, وأن لا شيء يصلحك بعد كل هذه الخسائر.. وبكل مرة آتي ركضاً لاحتضانك, لطمأنة روعك, تتبددين مع الريح , كتمثال أكله الزمن. أستيقظ مرعوباً, باحثاً عن سبيل لأصل إليك, سبيل لأتأكد بأن أضغاث أحلامي لم تمس واقعك بشر, ولكن كيف لي أن أفعل ذلك؟ وأي عذر سأضع أمامك حين ألقاك بعد سنين الإنقطاع؟ لقد خرجت من حياتك بالفعل, وحرصت –بغباء مطلق- أن أوصد الباب خلفي, تاركاً إياك بعلاقة فاسدة أخرى تُضم لعلاقاتك السمية الكثيرة, علاقاتك التي لم تكوني يوماً محظوظة بها. علاقاتك التي تنتهي دائماً بذات الدرب الطويل من الكذب والخذلان, الابتعاد حتى لحظة الاستبدال المحتمة, وحلفت لنفسي حينما بكيت علاقاتك الماضية بأني لن أكون مثلهم يوماً, ولكني كنت, ولكني فعلت, ولكني خذلتك كما لم...
ها أنا أوشك على أن ألمس أطراف العشرين بأصابعي و شيء ما .. شيء لا أعلم ماهيته يحثني على كتابة هذا الرثاء التعيس لعلي أعتذر على العشرين سنة التي مرت بها حياتي و كأنها رشفة عصير في يوم صيف حار. الرشفة التي مهما لبثت ستنتهي لأن أنفاسك المختنقة في سبيل البرد ستعاود الصعود. لأنني على رغم تكوني و تشكلي في هذه الـ20 سنة ما زلت أفشل في تشكيل مشاعري تجاهها لأنني رغم طفولتي المسروقة من سقف حلم ما , كنت أبكي الليل رعباً ورغم مراهقتي الكئيبة كرواية عربية ما زلت احظى بقصاصات من السعادة . كل الأمر أن 20 سنة من عمري مرت ولازلت لا أعلم كيف فعلت . و أنني بمجرد أن أتجاوز حافة الـ20 سأصافح الواقع بشكل حقيقي و ستبتلعني حقيقة الكبر و الفناء كثقب أسود . وسأكون هناك .. في خضم الحقيقة المرة اوجه تهمة الكبر على عقلي ثم على السجلات الحكومية , و اخيراً على وجودي و سأقابل هذه المرحلة العمرية بالكثير من التصدد و النكران كغيرها من المراحل سأدعي بأني لم أكبر و أن كل شيء على ما يرام إلى أن استيقظ يوماً مدركة بأن هذا التغير حقيقي . وحتى إن اقتنعت بتراهات العمر العقلي فإن ذلك لن يؤثر عل...
تعليقات
إرسال تعليق