القصة الرابعة من أصل خمسة
لا أعلم ما أصنع .. كل الحقائق مترنحة و غائبة أفكاري تأوي الى حفرة سوداء لا مخرح منها و أنا هنا في جوف ١*٢ م من الخشب المسمر بالبراغي الحديدية منكب على نفسي في محاولة سخيفة للم شتاتي لتمالك ذاتي الفارة من شدة الهلع أرتجف بداخل ملابسي المبللة من فرط الغسيل أنتفض كلما عبر ضوء من حواف الخزانة متجهاً نحو يدي يبدو الأمر كإدانة مستمرة في الانسكاب نحوي كلما شعّ الأحمر القان وسط هذه الحلكة. الأحمر الساطع ، الأحمر المحترق ، الأحمر الكاوي ، الأحمر الذي يطلي يديّ بالجريمة الحقّة ، بالانحدار البشري ، و السلوك الهمجي ، و الانفكاك التام من الزمرة الصالحة. وأشعر -فجأة- بأنني سقطت من السماء كتمثيل لشيطان رجيم ، كتشبيه بعبد عاصٍ ، كانتهاء إلى أرض بائدة. ولا يسعني في جوف هذا الا ان أسترجع الحادثة ، كيف استقر النصل في الصدر ، وكيف غابت النزعة حينما انفرط الدم و انفجر كعين ماء دافق خبت الشهوة و انطفت ، زالت الحاجة الملحة وبقي الندم ، بقي الهلع ، بقيت الجريمة! ذابت الأصوات و زال الوجوب ، وبقيت هذه الدماء ، حمراء و يانعة ، متصبغة على يديّ كبنان يشير نحوي صارخاً "ها هو القات...